الاستماع المباشر لراديو النجاح - السودان
المشروع القومي لرعاية الخرجين
(لا للعطالة سوا للعمل)
لقد ظلت قضية الخريجين تمثل هاجسا مؤرقا للدولة والمجتمع معا، سيما بعد إعلان الدولة لسياسات التوسع في مؤسسات التعليم العالي في بدايات التسعينيات والتي نتج عنها تزايد كبير في أعداد الخريجين بمرور الوقت. ومثلت كل السياسات التي تم تبنيها من قبل الدولة لمخاطبة قضية الخريجين والمؤسسات التي أوجدتها محاولات لم ترق إلى مستوى معالجة المشكلة أو الحد من آثارها المباشرة وغير المباشرة.
كان واضحا القصور النظري والمنهجي في التعاطي مع القضية في إختزالها في خلق فرص عمل للخريجين بالقطاع العام وتبني سياسة التمويل الأصغر لتشجيع العمل الخاص وسطهم. ولا شك أن النتائج التي خلفتها هذه النظرة القاصرة ظهرت عيوبها حين تم التركيز على خلق الوظائف وإعتماداتها المالية دون وجود عمل حقيقي أو حتى معينات له على أفضل الأحوال. الأمر الذي مثل إهدار للموارد والطاقات من جانب وترسيخ لمفهوم الوظيفة العامة ومشروعات التمويل الأصغر وكأنها حل سحري لمشكلة الخريجين من الجانب الآخر.
قضية الخريجين تحتاج إلى مدخل مختلف وغير تقليدي وشامل. والخريجون أنفسهم يجب أن يكونوا روادا لهذا المدخل الجديد وليس فقط مستقبلين للحلول. وبناء على ذلك تأتي مبادرة المركز السوداني للديمقراطية والتنمية بالتعاون مع قناة أم درمان الفضائية أنموذجا متقدما في تبني مدخلا جديدا لمخاطبة المشكلة في أول بادرة شراكة ذكية بين المجتمع المدني والقطاع الخاص. مؤكدين على أن قضية الخريجين تمثل قضية مجتمع ويجب أن يكون المجتمع مبادرا في طرح حلوله ورائدا في تحقيق شعار؛ فلنكن جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة.